0 تصويتات
في تصنيف منوعات بواسطة (2.8مليون نقاط)
مكانة الأسرة في الإسلام : الأسرة المسلمة والقدوة

تعتبر الأسرة المسلمة أو البيت المسلم من أهم المؤسسات في حياة المسلمين عامة . وفي منهاج العمل الإسلامي بصفة خاصة ، ويرجع ذلك إلى الدور الكبير المنوط بالأسرة في تنشئة الأجيال وصناعة الرجال الذين هم عدة المستقبل وركائز البناء ودرع الأوطان .

والمجتمع في أي دولة عبارة عن مجموعة من الأسر فيقدر سلامة الأسرة وأصالتها تكون سلامة المجتمع وأصالته وبالتالي قوة الدولة وصلابتها وسلامة بنيانها ، أما إذا انهارت الأسرة إنهار تبعاً لها المجتمع ثم الدولة .

ومقياس سلامة الأسرة وأصالتها لا يكون بالجوانب المادية الدنيوية فقط كصحة الأبدان ومستوى السكن والغذاء واللباس والمستوى الاجتماعي والثقافي إلى غير ذلك ولكن أسباب القوة والأصالة في الأسرة المسلمة تتمثل أول ما تتمثل في التزام أفراد الأسرة بالإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقاً وأداباً ومعاملات بحيث يهيمن الإسلام على جو الأسرة تماماً ، فنرى الإسلام واضحاً في كل جانب من جواب حياة الأسرة والبيت ، في كل صغيرة وكبيرة في المظهر و المخبر في المطعم والمشرب، في الأثاث واللباس ، في الأفراح والأتراح، في العادات والتقاليد ، في علاقة أفراد الاسرة مع بعضها بعضا ، في اتباع هدي الرسول ﷺ في أعمال اليوم والليلة ، والأدعية المأثورة في كل تلك الأحوال ، ترى الإسلام في كل صغيرة وكبيرة في حياتها ... في مواعيد النوم والاستيقاظ ، وفي معاملة الخدم ، وفي العلاقة مع الجيران وفي حدود العلاقة مع المحارم وغيرهم من الأقرباء إلى غير ذلك من الأمور ، فنرى الأب رب الأسرة يقوم بواجبه نحو زوجته وأبنائه فيكون كالراعي لرعيته ، وكذلك الأم تقوم بواجبها نحو زوجها وأبنائها ، وكذلك الأبناء يقومون بواجبهم نحو أبيهم وأمهم بما يمليه عليهم الإسلام من البر والإحسان والطاعة في

غير معصية ، و هكذا يسود المناخ الإسلامي جو البيت المسلم القدوة فتشب فيه الذرية صالحة وتكون بحق قرة أعين للوالدين وذخراً للأمة وفي المقابل يخلو جو الأسرة المسلمة القدوة من اللهو واللغو والإثم ومن العادات الجاهلية ومن المحرمات في المطعم و المشرب والملبس والمقتنيات ويخلو من الإسراف والترف وما نهى عنه الإسلام مكانة البيت المسلم في منهاج العمل الإسلامي :

نرى الإمام البنا حينما حدد الهدف العظيم الذي نشده وهو التمكين لدين الله بإقامة دولة الإسلام العالمية وعلى رأسها الخلافة الإسلامية حدد أيضاً وسائل البناء ومراحله ومنها الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والحكومة الإسلامية فالدولة الإسلامية والخلافة واستاذية العالم .

فكان الأفراد المسلمون والبيوت المسلمة والمجتمع المسلم بمثابة القاعدة الصلبة التي يقوم عليها بناء الحكومات المسلمة مستقرة قوية ، ليتم ذلك على مستوى الشعوب الإسلامية.

والفرد المسلم القدوة هو الذي يقيم البيت المسلم القدوة ، كما أن البيت المسلم القدوة هو الذي يخرج الأفراد المسلمين القدوة وهكذا يتم توريث الأصالة الإسلامية للأجيال بقوة ، وإذا حدث تقصير في هذا التوريث تعرضت الأسرة و الأفراد إلى هبوط المستوى والانهيار ، خاصة أن دعاة الشر والفساد لا يألون جهداً في غزو أفرادنا وبيوتنا بكل ألوان فسادهم وشرورهم أساس بناء الأسرة المسلمة القدوة :

تقوى الله هي الأساس الذي يقوم عليه بناء الأسرة المسلمة القدوة ، فيكون اختيار الزوج لزوجته حسب توجيه الرسول ﷺ بأن تكون ذات دين وليس لجمالها أو مالها أو حسبها ، وتكون موافقة الزوجة وأهلها على الزوج لأنه ذو خلق ودين وأمانه فيتأسس البيت المسلم هكذا على التقوى من أول يوم ، وتصبح المقاييس الربانية والآداب الإسلامية هي التي توجه وتضبط خطوات بناء هذا البيت ابتداء من الخطبة والعقد والدخول وما بعد ذلك ، وتسيطر النظرة الإسلامية الصحيحة للزواج والحياة الزوجية بخلاف النظرة العادية التي تقوم عليها بعض الزيجات وتصير المقاييس المادية هي أسلوب التعامل في حياة البيت فسرعان ما يحدث الخلاف ويتعكر جو الحياة الزوجية لعدم الرجوع إلى الضوابط والمقاييس الإسلامية التي تحدد السلوك والرغبات ويلتزم بها الزوجان .

حقيقة السعادة الزوجية :

يخطى من يظن أن السعادة الزوجية تتحقق من خلال الماديات كوفرة المال وتهيؤ المسكن الجميل والأثاث الفاخر و المركب المريح والملابس المتنوعة والأدوات الحديثة في البيت ، والطعام اللذيذ وأسباب الترف وإشباع الشهوات إلى غير ذلك من الأمور ، ولسنا مغالين أو بعيدين عن الواقع إذا قلنا : إن الكثير من الفتيات يسيطر عليهن هذا التصور الخاطئ لحقيقة السعادة الزوجية ، وتكون أحلامهن الوردية لعش الزوجية من خلال هذه النظرة المادية القاصرة والحقيقة التي نحب أن يعلمها شبابنا المسلم وفتياتنا المسلمات أن السعادة الزوجية الحقه لا تتحقق من وراء هذه الماديات التافهة ، فكم نرى من هم في القصور وسط الحشم والخدم لا سعادة زوجية حقة يعيشونها ، ونرى السعادة الزوجية محققة بين رجل وزوجته يعيشان في كوخ صغير إن السعادة الزوجية في عمومها من داخل النفس وليس من خارجها ، من تقوى الله

إذ يفيض الله بها على عباده المتقين ، وصدق الشاعر :

ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد فحينما تتوفر التقوى بين كل من الزوج والزوجة تتحقق لهم السعادة الزوجية الحقة

فتقوى الله تعني مراقبة الله أولاً وتحري كل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه ، والتزام كل منهما توجيهات الكتاب والسنة في حياتهما وواجباتهما وحقوقهما ، ولا شك ففيهما السعادة والخير لأنها توجيهات من لدن حكيم خبير وبعباده رؤوف رحيم ، وإرشادات من الرسول وحريص عليهم وعلى ما فيه خيرهم . الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وعزيز عليه ما عنتم ثم إنه بتوفر التقوى عند الزوجين تتوفر الثقة بينهما ، فيطمئن أنها له وحده وتطمئن هي أنه لها وحدها ، ولا سبيل حينئذ للشك والظنون والريب وغير ذلك مما يعكر صفاء الحياة الزوجية ويكون على حساب السعادة والمودة .

وبتوفر التقوى يتحقق السكن وتوجد المودة والرحمة بينهما مصداقاً لقول الله تعالى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) . : أومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في والمسلم الذي يتقي الله ينظر إلى الزواج على أنه عبادة يتقرب من خلاله إلى الله بحسن أداء واجبه نحو زوجته وبيته وأولاده ، كذلك المسلمة التي تتقي الله تعتبر الزواج عبادة وتسعى لنيل رضوان الله بحسن قيامها بواجبها نحو زوجها وبيتها وأولادها وهكذا على مثل هذا البيت تتنزل السكينة والرحمة والمودة والسعادة .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مكانة الأسرة في الإسلام : الأسرة المسلمة والقدوة

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل مايو 8، 2021 في تصنيف حلول مدرسيه بواسطة مجهول
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل نوفمبر 20، 2024 في تصنيف حلول مدرسيه بواسطة وئامي للعلوم (2.8مليون نقاط)
مرحبًا بك إلى وئامي للعلوم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين..
...