تلحضارة الحديثة على الأسرة المسلمة
الاحظ الفلاسفة والمحللون الاجتماعيون أن المجتمع بناء مكون من أسر ، وان خصوصية أي مجتمع يمكن أن تعرف عن طريق التعرف على العلاقات الأسرية فيوان واهب القدم الدراسات الا ان الا الله والله ال نه ده بل أفراده في القيام
بولاجاتهم الأمرية ولكن الله وان كانوا علية وعالم ومسلحين والزعماء - الدينيون السلام والعلمانيون - في كل العصور الوان على وعي واضح بأهمية لنماذج الأسرية للطير الراسي في البناء الاجتماعي لمجتمعاتهم .
إذن ، فلابد من فهم العلاقات والواجبات الأسرية كضرورة لفهم العمليات الاجتماعية .
لما الإسلام ، فإنه علاوة على هذا يعطي أهمية عليا لبناء الأسرة كنقطة انطلاق السياسية وجوهرية لأي إصلاح على أي مستوى صغير أو كبير . ولقد ابتدأ النبي محمــد خطته العظيمة لتغيير المجتمع العربي بفرض قواعد السلوك الإسلامي في إطار أسرته وعشيرته ولك (3) على الحاجة إلى تحريك العمليات الأسرية عن طريق الجهود الفردية والجماعية . وترسم سورة " النساء " في القرآن الكريم أبعاد العلاقات المتنوعة في بناء الأسرة . ومن بين ما تضمنته موضوعات تفصيلية نحو : معاملة النساء وحقوقهن من ممتلكاتهن والشقاق بين الزوجين ... ألخ .
إن القوى الدافعة التي توجه العلاقات الأسرية في الإسلام هي القوى الأخلاقية ، والهدف الأسمى لها هو ترقي الإنسان خلقياً وروحياً .
ولقد دلت الدراسات الإنسانية ( الانتروبولوجية ) أن الأسرة - على امتداد عمليات تطورها ونموهها ، وهي عمليات ذات طبيعة عالمية - قد أسهمت في هذا بتقديم خدمات أساسية من بينها انجاب الذرية والدفاع عن أعضاء الأسرة وتحديد نسب الطفل أو موقعه في المجتمع ثم القيام بالتهيئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي . والأسرة مفهوم شعبي
محبوب على الرغم من تباعتها الثقيلة والمتمثلة في وظائفها الاجتماعية التقليدية والتطويرية . وكل فرد بحس بأن الأسرة مهمة له شخصياً ، كما أنها قد برهنت على قدرتها على استيعاب المتطلبات الحديثة بصفة عامة . وعلى المستوى العالمي تعتبر فكرة الأسرة محور التماسك الاجتماعي الترابط بين الناس . وهي كذلك تمثل الحب والأمن وسواهما من القيم وتعمل كقوة من قوى اتجهت الحضارة الغربية إلى إعادة توجيه الوظائف الأساسية التي تضطلع بها الأسرة. وبالتحديد ، فإن علمانية الغرب - وما صاحبها من إضفاء الشرعية على الاتجاهات الحسية وعلى نزعة التمرد التي زعموا أنها نتيجة حتمية للتكيف مع عصر القيم التي يجب على الأسرة المسلمة أن تلتزم بها الصناعة قد قضت بالتدريج على معاني الاستقامة والإخلاص في النية والعناية بغرس
إن نظام الأسرة عند المسلمين في الوقت الحاضر لهو ثمرة للملابسات الفاسدة التي انطلقت من عقالها ، واستمرت تتابع ، نتيجة للآثار التي تولدت منذ الغزو التتري ، وحتى الهجمة الشرسة للقوى الغربية ذات التوجه الدنيوي . وبالتحديد ، فإن الأسر المسلمة في أنحاء الهند والباكستان تعتبر حصيلة صراع الثقافات القائم بين قيم الإسلام ومثله من ناحية وقيم الغرب ومثله من ناحية أخرى ، ولقد كانت الأسرة الإسلامية في الهند ، قبل قيام الحكومة الإنجليزية فيها ، واقعة تحت تأثير البيئة الهندوكية المادية على فكر المسلمين وقيمهم . فكان للقوانين الهندوكية في الأحوال الشخصية تأثير على المسلمين في أغلب الأحيان ، وكانت الطقوس والشعائر والعادات والتقاليد - ولا تزال حتى الآن - تعكس هذا التأثير أكثر وأكثر خلال محاولات أباطرة الدولة المغولية هندكة الإسلام . ولقد حاول . أورانجزيب * Aurangzeb ) أن يقضي على تلك التأثيرات المناقضة للإسلام ولكن محاولاته أحبطت بسبب سقوط الإمبراطورية الإسلامية وظهور القوى الغربية في الهند وهكذا تعاونت الثقافة الغربية والتأثيرات الهندوكية في القضاء على التأثيرات الإسلامية لتتركا الأسر المسلمة تعيش في وضع شاذ . أضف إلى هذا أن الصفوة " المتغربة " من
لبناء المسلمين قد اعتقت عادات الحاكمين الأجانب وقيمهم وأساليبهم في العلاقات الأسرية.
أما من يدعون بالطبقة الوسطى من هذه الأقلية الصغيرة فقد حاولوا الاستمساك بالتقاليد. الإسلامية لكن سرعان ما انجذبوا كغيرهم نحو المثالية الموهومة للأنماط الأسرية الغربية .
أما غالبية المسلمين ممن هووا عن القمة إلى القاع وضربهم الفقر بشدة ، فقد كانوا في عظة وشغل عن غاية الحياة ، وإن كانوا لا يزالون يتعلقون بما ورثوه من ضلالات وخرافات ونوادر وتقاليد تنسب إلى الأولياء " ( المزعومين ). على هذه الأرضية ظهرت باكستان في أفق العالم الإسلامي وهي تنادي بالتحول إلى ما يتان مع مبادئها الإسلامية، لكنها ت كدولة - لم تستطع أن تفصل نفسها تماماً عن التقاليد الهندية ، كما أحدقت بها في نفس الوقت صعوبات عديد نتيجة للضغوط الدولية . وكان تغلغل النفوذ الغربي جارفاً جداً ، وقد وصف " وليمز Williams) هذه القوى المؤثرة لتيار الانحراف الثقافي الجديد بأنها " ثقافة تكنولوجية أو ذرية للعرف العقلاني الفردي " .
أصبحت الأسرة الباكستانية - نتيجة ظهور هذا النحو الثقافي - تواجه تأثيراً جديداً قوياً مشبعاً تماماً بنظرة علمانية إلى الحياة ، ولذلك تغيرت تغيراً واضحاً في اتجاهات نظر علاقاتها من الناحيتين الشكلية والنفسية ، فتغيرت لديها لأزياء وطرائق التفكير والعمل واختلات عن طرق حياة وتفكير الامر الهندية . ولم يحدث هذا في أسر المدن فقط ، بل لتجهت الأسر في القرى إلى تقليد الأنماط الغربية . أصبح الناس ينظرون نظرة إعجاب إلى استخدام وسائل التجميل والروائح وألوان الشفاه وسواها من أدوات التزيين . وقلدت نساؤنا نساء الغرب تقليداً أعمى في أزيائهن وتصفيف شعورهن ، وكان لوسائل الإعلام دور فعال في عمليات التأثير هذه . كذلك ، فإن عرض الأفلام الغربية ، التي تهتك معايير العفة لدى المرأة الشرقية ، قد أدى إلى نتائج مدمرة في إفساد الأغنياء الجدد ذوي العقول الفارغة وأمن الريف ذوي العقول الساذجة . هذه العدوى لا يمكن الاستهانة بآثارها الظاهرة ، ففي هذا الوضع إشارة واضحة إلى انحراف مستوى القيم . لقد قضى بالتدريج على البساطة والنقاوة اللتين اعترت بهما التقاليد الإسلامية الأصلية الصافية . والحق أن الأسرة إذا تركت تعيش على هذا النحو دون رادع أو تحكم فإن الوضع سيؤدي إلى خلق المزيد من
الصراعات . لقد توصلنا - كمتخصصين في علم العمران ( الاجتماع ) ، وعلى أساس دراسات ضيقة النطاق أجريت على نظام الأسرة عندنا - إلى اكتشاف حقائق مرضية أساسية تمكننا من التعرف على طبيعة الفجوة التي تفصلنا عن النظام الإسلامي للأسرة والتي تولدت عن التأثر الشديد بطرائق التفكير الحديثة الشائعة في المجتمع الغربي ، وفي مجال المبادئ ) الأيديولوجيات ) نجد أنه قد انتشرت على مدى واسع تناقضات تضغط على نظام الأسرة فعه إلى الانحراف
مجتمع هي صور يعتبر الإسلام أن وحدة الأسرة هي المحور الأساسي للتماسك ، وإن أعمق وأقوى صور التماسك في كل التماسك الأسري التي تشمل في حدها الأدنى تماسك الزوجين ، والإخوة والأخوات ، والوالدين والأولاد ، والأخ وأخيه ... إلخ . والمدى أوسع أبعاداً من هذه ، لكن تلك الأشكال ذات معان خصبة عند أغلبية واسعة من أعضاء المجتمع . والحضارة الغربية ، من خلال اهتمامها بالإنجاز كشرط ضروري للنمو الفردي ، تؤثر تأثيراً بالغاً على المراهقين .
وهذا يترجم عملياً في صورة التعلم الفردي للتمكن من التكيف مع أشكال التماسك القائمة على غير أساس الأسرة أو التي لا تأتلف مع الارتباط المبني على أساس الأسرة نظراً لقيام النظام الراسمالي على أساس التمحور حول الذات وعلى مبدأ التنافس المستعر فإن عدداً كبيراً من الشباب يتجاهلون التماسك الأسري ، وهم بهذا يؤذون مشاعر الآخرين " . يقول محمد أسد : " إن النتيجة من الناحية الثقافية هي خلق نمط من البشر تنحصر أخلاقياته في مسألة المنفعة المادية وحدها ، ويصبح النجاح المادي هو أعلى مقياس لديه لقياس الخير والشر " ومع تزايد الاتجاه نحو الفردية أصبح الشباب يواجه مشكلة التعامل مع من يفترض فيه أن يعولهم ، بالطريقة التي يحبذها الإسلام ، وهم غالباً أسلافه ومن يكبرونه
ما هذه الأخلاقيات الفردية ، التي تتباين كثيراً فيما بينها ، والتي تعرف غالباً بالقواعد . الأخلاقية المتحررة، يبدو أنها تشيع بين غير المتزوجين وحتى بين المتزوجين ولكن بدرجة كل .
ومن الواضح أن إحلال مبادئ الغرب ومناهجه في التفكير والحياة محل نظام الأسرة المتكاملة والمتماسكة فكرياً كان عامل إضعاف لنا . لقد تأثرت شخصياتنا وتشكلت بقوة طبقاً لنوع القيم المنحرفة والبعيدة عن نظام الأسرة التي تربينا فيه . وهنا يجب علينا ل ستكشف وتحدد المشكلات التي نجمت عن انهيار نظام الأسرة عندما حين نقيسه بما يتطلبه نظام الإسلام، ويمكنني أن أؤكد - طبقاً لقراءتي - أن النظام الإسلامي للأسرة باعتبارها ركناً أساسياً في المجتمع - قد ظل خمسة قرون هجريا على الأقل يجري ويتطور في انسجام دقيق مع التشريعات والمبادئ الموجودة في القرآن والسنة . ولقد حاول النبي محمد ( ﷺ ) طيلة حياته في مكة أن يبني نظاماً أسرياً كشرط أولي لتطور المجتمع بجملته . ذلك التطور الذي توج بقيام الدولة الجديدة .
إن النظام الأسرة في الإسلام موقعاً أساسياً إلى حد أن الجزء الأكبر من القرآن والسنة قد خصص لبناء هذه الوحدة الأساسية من وحدات المجتمع وتطويرها . كذلك ، فإن التشريعات التي تنظم عملية بناء الأسرة في الإسلام قد جاءت مكتملة إلى حد أننا نجد في كتب العقيدة والفقه الإسلامي مادة وفيرة جداً حول هذه المشكلة . ولا شك أن مشاكل الأسرة كوحدة لها تركيبها الخاص ووظائفها المتميزة ، ذات حيوية وأهمية البرران قيام المؤرخين والفلاسفة - مسلمين أو غير مسلمين - بمحاولات كثيرة للتعرف على أسس تكونها وذلك
بهدف دراسة المجتمع المسلم دراسة تحليلية .
من الممكن أن تحدد أصول نظام الأسرة في الإسلام من خلال القرآن والسنة. وتاريخ نظام الأسرة في الإسلام لا يسير في خط مستقيم ، بل كان يتنبذب تبعاً لظروف الزمان والمكان ، وكانت النتيجة أن صار نظام الأسرة الإسلامي لمماً عظيم التنوع ، لكن هذه النظام لم ينحرف الحرافاً حقيقياً عن قيمه ومعانية الأصيلة ، إن أمرنا اليوم قد تغيرت
ولابد أن تتغير ، لكن الخطر الحقيقي عليها يكمن - في رأينا - في انهيارها الخلفي . وبشكل خاص في فقد صلتها بتشريعات الإسلام الأساسية ومبادئه وقيمه ومقاصده ، ومع أن تاريخنا الثقافي يظهر أن أسرنا قد تغيرت ، إلا أنها ظلت " وحدانية " مثالية مترابطة ومن حسن الحظ أن تأثير الغرب على الأسرة كان في الشكليات ولم يتأصل في أعماقها أو يلون روحها ، ولقد وقعت الأسر التي تأثرت بالغرب فريسة للتحلل الخلقي ، لكنها ما زالت في مأمن من الفجور والفساد الذي لا يعرف الخجل . عرضنا جانب التأثير الغربي في الأزياء والطرائق الغربية في العيش والسلوكيات ونحمد الله تعالى أن انحرافنا عن القيم - كما تراه حالياً - ما زال بريئاً من الأمراض الاجتماعية البغيضة كالإسراف في التطليق دون ما قيد ، والانفصال بين الزوجين معيشياً ، والإباحية الجنسية ، وعادات الصداقة المفتوحة بين الجنسين ، وأولاد السفاح ونحو ذلك . لكن الخطر لا يزال قائماً ، وإذا لم توقفه فمن
الممكن أن تغزونا الأمراض التي تغلغلت في المجتمع الغربي قد نسمع أحياناً عن حالات من العلاقات الجنسية غير المشروعة . ومعلوم أن الإباحية الجنسية أمر يناقض تشريعات للزواج في الإسلام نصاً وروحاً ، فالإسلام يشدد على ضرورة تزويج الشباب والشابات لأن للزواج - كما جاء في أحد الأحاديث النبوية خطوة حتمية يستلزمها التطور السوي للشخصية واكتمال الرسالة الاجتماعية وكما في حديث آخر أن الزواج استكمال لنصف الدين وعلى الزوجين أن يتقيا الله في النصف الآخر ، وهذا التصور الذي قدمته الأحاديث النبوية يضيف بعداً جديداً لا وجود له في أي نظرية حديثة عن تكوين الشخصية وتطويرها . وثمة ملمح آخر فذ في التصور القرآني لتطور الشخصية نجده في توجيهاته إلى أن الإيمان هو أحد مقومات تطور الشخصية الإنسانية . فالإيمان هو أحد أركان البناء الروحي ، وحين يؤكد القرآن تلك الحقيقة فإنه يضفي هذه الصبغة الروحية على كل مكونات الشخصية .
والجانب الروحي ذو علاقة بالجانب النفسي . فالقرآن هو الذي أعلن أن العامل النفسي ينطوي على العمق الروحي والمقاصد الروحية .
وإعلان أن " الإيمان ضرورة حتمية لاكتمال الشخصية وتقرير التلازم بينه وبين الزواج ، فيه إشارة إلى القداسة التي تضفيها الثقافة الإسلامية على المؤسسة العلامة على الزواج . فى القصد من الأسرة والزواج هو إقامة نظام اجتماعي وحماية الجنسي البشري من العلاقات الجنسية غير الشرعية، وأعضاء الأسرة ليسوا أعضاء فقط في المؤسسة الأسرية ، وإنما هم ( أعضاء في المجتمع ( يخدمونه من خلال تلك المؤسسات ، إن واجب الوالدين أن يساعدوا الأطفال على السير في المنهج الثقافي الملائم ، وأن يهيئوهم اجتماعياً ويبثوا فيهم الوعي بقيم الأسرة ومقاصدها وهي النصف المكمل لقيم المجتمع . يجب أن يغرس في نفوس الأطفال الشعور بالمسئولية تجاه مساعدة الوالدين عندما يضعفان لبلوغهما الكبر ، وإنا لتسمع عن حالات عارضة من الانحراف في هذا المجل ، وهو منحى يلزم كبحه وإلا أدى إلى تعريض المجتمع للعديد من المشاكل ، إذ هو عالمة على التفكك والتحلل بتفهم المسئولية الخلقية والدينية وعدم القيام بحقها ، لمما يمهد الفريق في بطء إلى إصابة الأسرة بالتحلل . وإذا ما قارنا بين العلم بالقرآن والعمل في الجبلين الأخيرين من المسلمين الأدركنا مدى الإهمال الذي تلقاء تلك الواجبات الدينية الأساسية . ومن الطبيعي أن تمتلئ الاجتماعي .
إن الاهتمام بالكسب والمجد الدنيويين من جانب الصغار والكبار ، وعدم المبالاة هذه الفجوة بالأفكار والممارسات الأجنبية الدخيلة التي قد يرح أنها أكثر فائدة . ولقد كشفت دراسة أجريت على نطاق محلي في جامعة كراتشي أن النشئة كانوا أكثر جهلاً من والديهم الذين لم يهتموا بتلقينهم أوليات مباديء الإسلام.
لقد فشل الوالدان والمدرسون كما فشلت الدولة في دراك واجبهم في التثقيف والتهيئة الاجتماعية طبقاً لأساليب الإسلام في الحياة والفكر. وكانت النتيجة أن تولد الشعور بالغربة لدى الناشئة والشك في خيرية الإنسان لدى المراهقين والنفور لدى الكبار ، وكلها أخطار علينا أن نحصنهم ضدها ، فتلك هي حال الأسرة في الغرب .