0 تصويتات
في تصنيف ثقافية بواسطة (2.8مليون نقاط)
لكل من الزوجين : حق الإنجاب

قال تعالى : ( والله جعل لكم من أنفسكم از واحكم بدين وحقدة ) السورة النحل الآية عن جابر قال :... قال رسول الله الكيس الكيس يا جابر ( رواه البخاري ومسلم )

وورد في فتح الباري: . . . قال عياض : فسر البخاري وغيره الكيس بطلب الولد والنسل وهو صحيح ، قال صاحب الأفعال : كاس الرجل فى عمله ، حلق ، وقال الكسالى كاس الرجل ، ولد له ولد كيس مكاثر بكم . [ رواه النسائي (١٩٤جـ).

وصدق رسول الله ﷺ حيث يحرضنا على طلب الولد : تزوجوا الودود الولود في

ان حق الإنجاب والرغبة في الولد أمر فطري عند الرجل والمرأة على السواء . لكن قد يُزهد في طلب الولد لاعتبار ما في زمن ما . وعندها ينبغي على الزاهد منهما أن يراعى حق صاحبه ، ويستجيب لرغبته ، وبخاصة إذا كان الدافع إلى الزهد مجرد مصلحة تحسينية ) أي كمالية ( لا ضرورية ولا حاجية .

على أنه كما ينبغي على كل من الزوجين رعاية حق صاحبه في طلب الولد ، ينبغي كذلك أن يراعى حق صاحبه في تنظيم الإنجاب ، أو تنظيم النسل حسب التعبير الشائع في زمننا . فالتنظيم عمل صالح ما دام يحقق مصلحة أساسية للزوجين أو لأحدهما أو للمجتمع . ، فمن مصلحة الزوجة - على سبيل المثال. - أن يكون بين كل حمل وآخر زمن كاف ، تفرغ فيه لرضاعة الطفل وحضانته ، هذا فضلاً عن حصولها على فترة راحة مــن عنــاء الحمل والولادة . ذلك العناء البالغ المذكور في قوله تعالى : ( حملته كرها ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ﴾ [ سورة الأحقاف الآية وكذلك في قوله تعالى : ( حملته

أمه وهنا على وهن ) [ سورة لقمان : الآية ١٤) .

وإذا كانت المرأة تتحمل العبء الأكبر في الإنجاب ، فالرجل وهو يشارك المرأة حياتها لا شك يتحمل نوعاً من المشقة خلال زمن الحمل . وهذه المشقة تكون هيئة حيناً

وبالغة حيناً بحسب ظروف الأم وحالتها الصحية وظروف الأسرة و الحياة بصفة عامة . أما عن مصلحة المجتمع ، فكما تكون احيانا في زيادة النسل تكون أحيانا في تحديده ، والعبرة باجتهاد أهل العلم والفضل والاختصاص، المدركين جيدا لواقع مجتمعه العارفين بما يعين على نهوضه وتقدمه ، دون خضوع لاستهواء خارجي ودون غفلة عما تقتضيه ظروف مرحلة بعينها ، من توسعة في النسل أو تضييق ، قد تتبعها مرحلة أخرى توجب تغيير النهج.

وإذا كان البعض يقول إن هناك نصوصاً شرعية لا تأذن بتنظيم النسل مثل :

عن أبي سعيد قال : خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا العزل فأردنا أن نعزل . وقلنا : نعزل ورسول الله و بين أظهرنا قبل أن نسأله ؟ فسألناه عن ذلك فقال : ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة لرواه البخاري ومسلم].

وعن أبي سعيد الخدري قال : ذكر العزل عند رسول الله ﷺ فقال : ولم يفعل ذلك أحدكم فإنه ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها . [ رواه مسلم ].

فهناك نصوص أخرى تفيد أنه لا حرج في ذلك وهذه بعض الأمثلة :

عن جابر أن رجلاً أتى رسول الله ﷺ فقال : إن لي جارية هي خادمنا وسانيتنا وأنا أطوف عليها وأنا أكره أن تحمل . فقال : اعزل عنها إن شئت ، فإنه سيأتيها ما قدر لها . فلبث الرجل ثم أتاه فقال : إن الجارية قد جبلت فقال : قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها . [ رواه مسلم ] (١٩٥ب).

وعن جابر : كنا نعزل على عهد رسول الله الله والقرآن ينزل ، وفي رواية مسلم، فبلغ ذلك نبي الله ، فلم ينهنا " رواه البخاري ومسلم .

وقال أبو عيسى الترمذي : وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي علي وغيرهم في العزل

حق المرأة في العلم والتعلم :

اهتم الإسلام بالعلم للإنسان رجلا كان أو امرأة ، وحث على طلبه ، ومن ضمن ما تفضل الله به على عباده من وسائل العلم نعمتي القراءة والكتابة . وهما أهم أدوات العلم ، دراسة وتوثيقاً .

وقد وردت آيات في القرآن الكريم تشير إلى أهمية القراءة وتأمر بها المسلمين والمسلمات مثل قوله تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)

ولا شك أن من أهم أهداف القراءة ، العلم بالله سبحانه ، والقرآن الكريم أهم كتاب علمي في الوجود ، لما يحمل بين طياته من اخبار عن الله سبحانه والملائكة عليهم السلام والكتب المنزلة من عند الله والرسل ، وعن الجنة والنار ، كما يشمل الإخبار عن الإنسان على اختلاف جنسه وأطواره وانتماءاته المختلفة ، كما بيّن المطلوب منه في هذه الحياة .

أما ما يتعلق بنعمة الكتابة ، فالله سبحانه يُقرر بأنه تفضل على الإنسان بتعليمه بهذه الوسيلة ما لم يكن يعلمه من قبل ، فقال : ( اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) فدل ذلك على كمال كرم الله بعباده بأن علمهم ما لم يعلموا ، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة ولولا هي لما استقامت أمور الدين والدنيا . ولو لم يكن على دقيق حكمة الله دليل إلا أمر القلم والخط لكفى به !!.

وقد ساوى الله عز وجل بين الجنسين في خشيته المترتبة على العلم ، بل إن القرآن

الكريم قد خص العلماء فقط بخشيته وحصرها فيهم ، سواء كانوا رجالاً أو نساء . قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ) . يقول الإمام النسفي في تفسيرها : أي العلماء الذي علموا بصفاته فعظموه ، ومن زداد علماً به ازداد خوفاً ، ومن كان علمه به أقل كان خوفه منه أقل . وقد ساوت السمنة والشريعة بين الرجال والنساء في الحصول على فضيلة العلم فقال : " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة وإن مما يؤكد هذه المساواة العلمية بين الرجل والمرأة في الإسلام ، حث الرجل على تعليمها حتى لو كانت أمة ، ومطالبتها بتخصيص وقت تتعلم فيه ومشاركتها الفعلية في التعلم ، بل ومنافستها فيه .

فعن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ : " ايما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران ..

ولقد تقدمت النساء بطلب إلى الرسول و لتخصيص وقت يتعلمن فيه على يد سيد الرسل المعلم المعصوم رسول الله ﷺ فوافق على ذلك فأتاهين فعلمهن ووعظهن .

فعن أبي سيعد قال : قالت النساء للنبي ﷺ : يا رسول الله غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوماً من نفسك ، فوعدهن يوماً لقيهُنَّ فيه ، فَوَعظهُنَّ وَأمرهُنَّ ، فكان فيما قال لهن : " ما منكن من امرأة تُقدِّمُ ثلاثة من ولدها إلا كان ذلك حجاباً من النار " فقالت امرأة : واثنين ؟ فقال : " واثنين

ولقد احتلت المرأة المسلمة مكانة علمية عالية في العقيدة والفقه والفرائض والحديث وقراءة القرآن والفتوى ، وقامت برسالتها العلمية خير قيام .وقد برزت عدة نساء فى هذه العلوم وغيرها، ومن أشهر أولئك :

ام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها تلميذة زوجها ، وروت عن أبيها ، وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبي وقاص و اسيد بن حضير وجذامة بنت وهب )

وحمزة بنت عمرو .

والسائب بن يزيد.

أما الرواة عنها فمنهم من الصحابة عمرُ ، وابنه عبد الله ، وأبو هريرة وابن عباس

ومن الصحابيات صفية بنت شيبة ، ومن ال بيتها اختها أم كلثوم ، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، وبنت أختاه عائشة بنت طلحة من ام كلثوم بنت أبي بكر.

وروى عنها من كبار التابعين سعيد بن المسيب ، وعمرو بن ميمون ، وعلقمة بن فيس ، ومسروق ، وعبد الله بن حكيم ، والأسود بن يزيد أم المؤمنين حفصه بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها ، روت عن زوجها ، وروت عن أبيها .

وروى عنها من الرجال أخوها عبد الله وابنه حمزة ، وحارثة بن وه وهب ، والمطلب أبي وداعه .

ومن النساء صفية بنت أبي عبيدة زوجة حمزة ابن أخيها عبد الله ، وأم مبشر الأنصارية.

ولقد نالت حفصة رضي الله عنها شرف حفظ النسخة الأولى للقرآن الكريم وعندما

أراد الخليفة الثالث عثمان بن عفان جمع القرآن الكريم ونسخة في المرة الثالثة في عدة مصاحف ، استعان على ذلك بتلك النسخة ثم أعادها إليها .

زينب بنت معاوية وقيل بنت أبي معاوية ، وبهذا الأخير جزم أبو عمر ، ثم نسبتها فقال : بنت معاوية بن عتاب بن الأسعد الثقفية بنها أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود وابن أخيها وعمر بن الحارث بن أبي ضرار . روت هذه المرأة عن النبي ﷺ وعن زوجها ابن مسعود وعن عمر ، وروى عنهـا

تعليمها أمور دينها واجب على الزوج :

ومن الحقوق الواجبة على الزوج أن يُعلمها أمور دينها ، وقد كان المطلوب أن يكون التعلم من أيام طفولتها عند أبيها ، ومع ذلك فقد أوجب الإسلام على الزوج أن يستكمل هذه المهمة أو يقوم بها .

قال الإمام الغزالي في الإحياء : على الرجل أن يُعلم زوجته أحكام الصلاة وما بقضى منها في الحيض وما لا يُقضى . فإنه أمر بأن يقبها النار بقوله تعالى : ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) فعليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة ، ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها ، ويُخوفها في الله إن تساهلت في أمر الدين ، ويعلمها من أحكام الحيض والاستحاضة ما تحتاج إليه .

وإذا كان الزوج جاهلاً وجب عليه أن يسأل أهل الذكر ثم يعود بالإجابة الشافية إلى لله معلماً ومرشداً .

ولذا يقول الحق سبحانه : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) . قال ابن كثير في تفسير الآية : أي استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة واصبر أنت على فعلها .

فعن ثابت . قال : " كان النبي إذا أصابه خصاصة نادي أهله: يا أهلاة : * صلوا ، صلوا . وكان عمر إذا استيقظ من الليل يعني يصلي أقام أهله. وقــال القرطبي : روى مسلم أن النبي ﷺ إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة ". وفسر ابن عباس

واقوا معاصي الله ، وأمْرُوا أهليكم بالذكر الله من النار. رضي الله عنهما قوله تعالى : فقوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) بقوله: اساوا بطاعة اللدن أمور دينها ليقيها ونفسه من عذاب النار وقال قتادة : تأمرهم بطاعة الله ، وتنهاهم عن معصية الله ، وأن تقوم عليهم بسامر ) الله وتساعدهم عليه فإذا رأيت الله معصية زجرتهم عنها ، فالرجل إذا مطالب بتعليم زوجته .

أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر .

وذلك أيضا مأخوذ من مسئوليته عنها أمام الله تعالى كما سبق . وقال الله تعالى: وأمر أهلك بالصلاة وأضطبر عليها ، لا نسالك رزقا ، نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) (سورة طه آية.

وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجار )

[ سورة التحريم آية ٦] .

فالله تعالى أمرنا أن نحفظ أنفسنا وأنفس أهلينا من النار ، وذلك يكون باتباعنا أوامر الله واجتنابنا نواهيه وأخذ أهلينا بذلك ولو عن طريق الشدة إذا لم تفد الوسائل الأخرى اللينة ، وما من ذنب تفعله المرأة وزوجها راض أو يقدر على منعها ولم يفعل إلا كان شريكاً لها في ذنبها ، ويعاقب بسببها وهذا في المعاصي التي ليست كفراً ، فإن كانت المعصية كفراً فإن المرأة تصبح على غير ذمة زوجها ، والمؤسف أن ذلك كثير في زمننا ، فكثير من النساء يكفرن بسبب سب الدين ، أو سب القرآن أو سبب النبي ﷺ ، أو سب الله سبحانه وشتمه . أو إنكار فرضية الصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج مما هو معلوم فرضيته لكل الناس ، أو تحتقر شيئاً من ذلك ، أو تسخر وتهزأ بمن يصلي أو يصوم إلخ .

ولو أن الرجل فعل ذلك فإنه يكفر وتصبح زوجته على غير ذمته أيضاً : والخلاصة أن الزوج عليه أن يمنع زوجته من فعل المنكرات كلها مثل كشف أي جزء من جسمها

غير الوجه والكفين أمام الأجانب ، ومثل مضاحكة الرجال وملاينة الحديث معهم . ومثل ترك الصلاة ، أو الصيام، أو عدم التحرز من النجاسات إلى آخر المعاصي.

فإن عصته وعظها ، فإن لم يفد الوعظ هجرها في المضجع فإن لم يفد الهجر ضربها ضرباً خفيفاً لا يسيل دماً ولا يكسر عظماً ولا يسبب ألماً مبرحاً ولا يزيد عن عشر عصى خفيفة . فإذا لم يفد ذلك كله وكان يستطيع الاستغناء عنها ينبغي عليه أن يطلقها ، وله أن يطلب التنازل عن مؤخرها ونفقتها في العدة ، أو تعطيه جزءاً من مالها مقابل الضرر الذي ألحقت به . والمال الذي ضيعته عليه ، أما إن كان لا يستطيع مفارقتها بسبب الأولاد فإنه حينئذ يعذر عند الله تعالى ، والله أعلم.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
لكل من الزوجين : حق الإنجاب

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى وئامي للعلوم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين..
...