0 تصويتات
في تصنيف منوعات بواسطة (2.8مليون نقاط)
التخطيط لتدريس العلوم

تعتبر العملية التعليمية - التعلمية فعلاً أو عملاً لا يختلف من حيث جوهره عن الأفعال أو الأعمال المهنية الأخرى التي يقوم بها الطبيب أو المهندس أو المحامي أو رجل الأعمال .... ، إلا أنها قد تختلف عن الأفعال والأعمال السابقة في أنها ( العملية التعليمية - التعلمية ( تتطلب جهداً إبداعياً وفكراً سليماً مخططاً ومنظماً يتعامل مع الفرد المتعلم الطالب بسلوكه وفكره ووجدانه بقصد تنمية فكر المتعلم (الطالب ) و تعدیل سلو که ايجابياً) و تهذیب وجدانه وصقلها صقلاً سليماً .

وعليه ، إذا كانت العملية التعليمية - التعليمية حقاً فعلاً أو عملاً يوصل إلى أهداف وغايات واضحة نبيلة فهي فعل ) مهني ( كبير يلزمها التخطيط المكتوب ما دامت تُحكم بالعقلانية والفاعلية وتُحدد بهما . ولهذا يحتاج معلم العلوم إلى تخطيط مادته أو درسه أو وحدته، شأنه ه أو ،وحدته شأنه في ذلك شأن من يقومون بالأعمال المهنية المهمة الأخرى . فالتخطيط على سبيل المثال ، يحتاجه الطبيب قبل إجراء أية عملية من العمليات الطبية أو الجراحية ؛ ويحتاجه المهندس قبل تنفيذ مشروعاته الهندسية المختلفة ؛ ويحتاجه المحامي قبل أن يدافع عن موكله في ساحة القضاء . فإذا كانت حاجة الطبيب والمهندس والمحامي .... إلى التخطيط واضحة وملحة ، فهي بالنسبة للمعلم ) معلم العلوم ) ومهنته ) التي هي أم المهن ( أشدّ وضوحاً وأكثر ضرورة وأهمية .

7 أولاً : : ما هو التخطيط الدراسي ؟ وما أهميته في تدريس العلوم ؟ وما هي مبادؤه ؟ ثانياً : ما أنواع الخطط التدريسية ونماذجها في تدريس العلوم ؟ وما هي عناصرها ؟ وكيف يتم تصميمها ؟ وتخطيطها ؟ هذه الأسئلة وغيرها هي ما ستحاول مناقشته في ا الصفحات التالية . التخطيط الدراسي وأهميته

لذا، يهدف هذا الفصل إلى تحديد دور التخطيط الدراسي في تدريس العلوم و تحقيق أهدافها وذلك من - خلال الاجابة عن الأسئلة التالية :

يعرف التخطيط الدراسي في العلوم بوجه عام ، بأنه : مجموعة من الاجراءات والتدابير التي يتخذها معلم العلوم لضمان نجاح العملية التعليمية – التعلمية وتحقيق أهدافها . ويتضمن هذا التبريف إجرائياً سلسلة من العمليات التعليمية المحددة بالعناصر التعليمية ( التخطيطية ( الأربعة التالية ، وهي : (أ) الأهداف ، و (ب) محتوى المادة المحتوى ) ، و (جـ) الطريقه أو استراتيجية التدريس ، و (د) أساليب القياس والتقويم المعرفة مدى و مقدار تحقق الأهداف والغايات التعليمية المنشودة أو المرسومة .

وبالنسبة للتخطيط الدراسي في العلوم وأهميته ، كثيراً ما يدور النقاش والخلاف بين فئات المعلمين / معلمي العلوم ومشرفيهم .... في أهمية التخطيط لتدريس العلوم . ومن هنا يناقش ويجادل بعض المعلمين أو المربين في أهمية التخطيط الدراسي في تدريس العلوم أو في جدواه في العملية التعليمية - التعلمية ، وذلك انطلاقاً من ادعائهم بأن معلم العلوم يمكنه أن ينجح في تدريس العلوم بدون كتابة خطة درسه أو وحدته ، مستشهدين بذلك من الواقع التربوي . وهم يرون أن الجهد الذي يبذله معلم العلوم في عملية التحضير والاعداد ) والكتابة ( للتدريس ، إنما هو جهد ضائع طالما هناك كتاب مدرسي مقرر بين أيدي الطلبة والمعلمين سواء بسواء . إلا أن المعلم / معلم العلوم الذي ينجح تدريسياً بدون خطة تدريسية لدرسه أو وحدته ، يمكن أن يكون أكثر نجاحاً وابداعاً و ابتكاراً والهاماً ... إذا ما خطط لمادته ودرسه ووحدته تخطيطاً سليماً وبفاعلية وعقلانية ، وعليه ، يجمع المختصون بالتربية العلمية وتدريس العلوم على أن التخطيط الدراسي يعتبر من الكفايات التعليمية الأساسية في إعداد المعلم وتكوينه ، وبالتالي ضرورياً لنجاح معلم العلوم، وإنجاح العملية التدريسية في تعليم العلوم وتعلمها . هذا ، وتتضح أهمية التخطيط الدراسي وفوائده في الفوائد والاعتبارات التربوية العلمية التالية :

۱ - يساعد التخطيط الدراسي في تدريس العلوم معلم العلوم على تنظيم عناصر العملية التعليمية - التعلمية (التدريسية ) من حيث اختيار :

أ - الأهداف التعليمية واشتقاقها وتحديدها وصياغتها على شكل نواتج سلوكية يمكن ملاحظتها وقياسها .

ب - المادة العلمية (المحتوى) التي يُقدمها معلم العلوم لطلبته وتحليلها إلى : الحقائق ، والمفاهيم ، والتعميمات العلمية ... الخ .

جـ - النشاطات التعليمية المناسبة لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة التي سبق تحديدها .

د - استراتيجية التدريس (الطريقة) ، والوسائل التعليمية ذات العلاقة المناسبة . هـ - أساليب القياس والتقويم المناسبة لمعرفة مدى ومقدار ما تحقق من أهداف تعليمية.

يمنع التخطيط الدراسي معلم العلوم من الارتجال في عملية التدريس ؛ ويقلل من مقدار المحاولة والخطأ في تدريس العلوم ، وبالتالي يجنب المعلم المواقف الحرجة من عدم التخطيط كما في الارتباك أو المشكلات الصفية التي قد تنشأ .

الانضباطية أو فشل النشاطات العملية والتجارب المخبرية .

٣ - يقدم التخطيط الدراسي في العلوم فائدة كبيرة ومهمة لمعلم العلوم من حيث أنه :

 أ - يكسبه احترام الطلبة وتقديرهم له ، وبخاصة أن الطلبة يقدرون ويحترمون المعلم الذي يبدو مخلصاً ومعداً لدروسه ووحداته التعليمية .

ج - يمنحه فرصة مستمرة للتحسن والنمو المهني سواء في المادة العلمية نفسها أم في طرائق وأساليب تدريسها .

د - يكسبه مهارة الضبط الصفي وإدارة الصف بشكل جيد ومناسب بحيث يتهيأ جو تعليمي - تعلمي مناسب للتعليم والتعلم .

٤ - يتوقع أن ينعكس التخطيط الدراسي في العلوم ايجابياً على الطلبة من حيث أنه :

أ - يساعد الطلبة على المشاركة الايجابية في تحقيق أهداف النشاطات التعليمية

والتجارب المخبرية .

ب - يمكن الطلبة من معرفة الأهداف والغايات التعليمية التي سيحققونها في دروسهم أو في حياتهم العملية المستقبلية .

ج - ينمي . عند الطلبة الوعي والاهتمام بأهمية التخطيط في المدرسة والجامعة

والحياة سواء بسواء .

ه - تساعد عملية التخطيط الدراسي معلم العلوم على :

- تنظيم أفكاره ، وتنظيم الوقت المخصص لموضوع دراسي معين أو وحدة

- تحديد ما يريد أن يقوم به ( المعلم ( ، وبالتالي تسهيل تنفيذ النشاطات التعليمية والتجارب المخبرية .

دراسية معينه في وقت زمني معين .

ج - اكتساب تغذية راجعة تفيده في تحسين تعلم الطلبة وتعليمهم بوجه عام.

د - اكتساب مهارات تنظيم الطلبة وتصنيفهم في مجموعات وفقاً لقدراتهم التفكيرية وأنماط تعلمهم المختلفة.

٦ - تسهم عملية التخطيط الدراسي في العلوم في تطوير العملية التربوية بوجه عام من حيث :

- تطوير الاختبارات المدرسية وبناؤها والتي قد تتسع لتشمل قياس جميع المجالات التربوية الثلاثة : المعرفية ( العقلية) الأهداف التربوية في

والوجدانية والمهارية .

ب - تطوير مستوى التعلم وتحسين نوعيته ...

جـ - تحديد جوانب القوة والضعف أو الثغرات ) في المناهج والمقررات الدراسية العلمية وبالتالي محاولة تعديلها أو إصلاحها .

مبادئ التخطيط الدراسي

لضمان تحقيق فوائد التخطيط الدراسي وتوكيد جدواه في تدريس العلوم ،

يذكر الأدب التربوي العلمي مباديء عامة يجب على معلم العلوم معرفتها وامتلاكها ، ومن ثم مراعاتها في عملية التخطيط الدراسي وتنفيذها، ومن هذه المبادئ والأسس العامة تذكر ما يلي :

۱ - إلمام (واتقان) معلم العلوم المادة الدراسية العلمية جيداً، مما يسهل عليه تحايا الأهداف وتحليل المحتوى العلمي إلى أشكاله وأنواعه المختلفة ... فكما قيل : ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .

۲ - فهم (معلم العلوم للأهداف التربوية العامة وأهداف تدريس العلوم بشكل خاص، مما ييسر عليه وضع الخطط التدريسية في ضوئها .

- معرفة معلم العلوم طبيعة الطلبة الذين يدرسهم وقدراتهم وحاجاتهم ، وميولهم و اهتماماتهم .... وبالتالي مراعاة الخصائص المختلفة للطلبة الذين يتعامل معهم تعلماً وتعليماً .

الخطط

٤- معرفة طرق وأساليب ووسائل تدريس العلوم المختلفة ، وبالتالي وضع ، التدريسية بشكل مرن يتناسب مع طبيعة المادة العلمية ، والأهداف المنشودة ،

ومستوى الطلبة ونوعيتهم ، والمرحلة التعليمية ( وأهدافها ) التي يعلم فيها .

ه - معرفة أساليب القياس والتقويم، وبالتالي تحديد أدوات القياس المناسبة لقياس مدى ومقدار ما تحقق من الأهداف المنشودة أو الغايات المرسومة من تدريس الموضوع (العلمي ) ؛ وهذا يتطلب ارتباط اجراءات القياس والتقويم وأساليبه بالأهداف والخبرات والنشاطات والمواقف التعليمية المرافقة سواء بسواء .

تصميم الخطط التدريسية وتخطيطها في ضوء الاعتبارات التربوية التالية : أ - أن توضع الخطط التدريسية ف ضوء الامكانات المادية والفنية المتوافرة في

المدرسة بوجه عام.

ب - أن تكون ) الخطط التدريسية ( ممكنة التحقيق والتنفيذ ، وبالتالي الابتعاد عن الخطط التدريسية المثالية التي يصعب تحقيقها أو تنفيذها .

جـ - أن تتصف ( الخطط التدريسية ( بالتطور والتجديد والتحديث ، وبالتالي الابتعاد عن التخطيط التدريسي (الروتيني) المعد لأغراض الروتين والاشراف التربوي .

د - أن تكون الخطط التدريسية شاملة للعناصر (والمتغيرات) التي تحيط

بالمواقف والنشاطات التعليمية ( العلمية ( المختلفة .

ر - أن تراعي مبدأ تكامل الخبرات التعليمية والوحدة بين أنواع الخطط

التدريسية ونماذجها أو مستوياتها المختلفة .

و - أن تتصف (الخطط التدريسية ) بالمرونة ، وبالتالي امكانية التعديل أو التغير تبعاً للمتغيرات والمواقف التعليمية المتغيرة المستجدة .

أنواع الخطط التدريسية

تعرف الخطة التدريسية في الأدب التربوي العلمي ، كما ذكر سابقاً ، بأنها عبارة عن مجموعة الاجراءات التنظيمية المكتوبة التي يضعها معلم العلوم ضماناً لنجاح العملية التدريسية وتحقيقاً للأهداف المدرسية التعليمية المنشودة أو المرسومة . وهي (الخطة التدريسية ) توصف بأنها خطة مرشدة وموجهة لعمل معلم العلوم ، وبالتالي ليست قواعد جامدة أو تعليمات تطبق بصورة حرفية بل هي وسيلة وليست غاية في حد ذاتها ، يجب أن تتسم بالمرونة والاستعداد للتعديل والتغيير والتطوير . أما بالنسبة لأنواع الخطط التدريسية ونماذجها ومستوياتها ، فقد تختلف من معلم علوم لآخر حسب فلسفته ونظرته التربوية ، أو إعداده ، أو طريقة تدريسه ... الخ . وبوجه عام ، تذكر أدبيات التربية العلمية وتدريس العلوم ، ثلاثة أنواع ( أو نماذج أو مستويات ) من الخطط التدريسية على الأقل وهي : أولاً : الخطة التدريسية السنوية أو الفصلية)

وهي خطة تدريسية طويلة المدى زمنياً ؛ وتوصف بأنها التخطيط التدريسي البعيد المدى - التخطيط الفصلي السنوي. وتستند (الخطة) على تصور مسبق المعلم العلوم للنشاطات التعليمية والتجارب المخبرية والمواقف التعليمية التي سيقوم بها وطلابه على مدى عام دراسي أو فصل دراسي كامل. وتتضمن الخطة التدريسية (السنوية أو الفصلية ( عادة الخطوط العريضة والمبادئ العامة الموجهة لتعليم العلوم دون ذكر التفصيلات للكتاب أو المقرر الدراسي في العلوم وما يصحبه النشاطات التعليمية.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
التخطيط لتدريس العلوم

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى وئامي للعلوم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين..
...