درس نتعلمه من رسول الله
كان يوم غزوة أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، اختبر الله المؤمنين، ومحص به المنافقين ممن كانوا يظهرون الإيمان بالتهم. وظهر المؤمنون باحتسابهم لله ورجولتهم التي لا تخاف في الله لومة لائم، واتضح أن المشركين حين رجعوا من أحد عزموا على استئصال المسلمين ننظر إلى قوله لما علم ذلك). (لما عاد الرسول ومعه المسلمون إلى المدينة، بعد وقعة أحد، وإذا
برجل من أهل مكة قدم إلى المدينة لساعته، فسأله رسول الله ﷺ عن أبي سفيان وأصحابه فقال نازلتهم فسمعتهم يتلاومون، ويقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئاً، أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم فقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم).
تبتروهم، لما علم الرسول ، أمر المسلمين الذين شاركوا في أحد بالاستعداد لقتال المشركين والمسير بقيادته المصادمة قريش وقتالها. سار المسلمون وجراحاتهم تنزف وقروحهم تنز، قد أعياهم التعب، وأنهكهم النصب، وأسهرتهم ،آلامهم وأبى رسول الله الله أن يشاركهم غيرهـ هذا الشرف والمجد فلم يأذن لغيرهم من الصحابة ممن لم يشتركوا فعل أحد إلا لواحد هو جابر بن عبد الله .
القوة التي تشكل حياتك أما عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين فقد أراد أن يخرج مع رسول الله ﷺ فرده (۱).
لقد تجلى الصبر والاستجابة لأمر رسول الله ﷺ في هذه الغزوة من الجميع، فلم يتخلف أحد من الذين أصابهم الفرح. روی ابن إسحاق - رحمه الله
عن صورة من صور هذه الاستجابة بإسناده عن رجل من بني عبد الأشهل قال: «شهدت أحداً أنا وأخ لي فرجعنا جريحين فلما أذن مؤذن رسول الله بالخروج في طلب العدو قلت لأخي وقال لي أتفوتنا غزوة مع رسول الله ؟ والله ما لنا من دابة تركبها وما منا إلا جريح ثقيل. فخرجنا مع رسول الله ، وكنت أيسر جرحاً منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة (نوبة) حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون .
وأنزل الله في هؤلاء الذين استجابوا لأمر الرسول ﷺ: الدين اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوا أَجْرَ
وتابع الجيش الإسلامي بقيادة رسول الله ﷺ إلى مكان يدعى حمراء الأسد، فأقام فيه ثلاثة أيام يتحدى المشركين، فلم يجرؤ أحد على لقائه ونزاله. وكان رسول الله الا الله يأمر المسلمين بإشعال النيران فكانوا
يشعلون في وقت واحد خمسمائة نار .