وما أحب أن أذكر به هنا هو : أن النصوص لم تفرض عمل المرأة فرضاً بل تركته بين ثلاثة أشياء.
الأول : العادة المجتمع الذي يعيش فيه الزوجان الماني : لقدرة الرجل على أن يخدم امرأته إذا كان ميسور الحال أو كانت امرأته مما تخدم عادة ، أو كان عندها من الأعمال ما يشق فيها ولا تستطيع أن تؤدي ذلك في المنزل .
الثالث : الحسن العشرة بين الزوجين ، وقد يقتضي أن يساعد الرجل زوجته ، أو يأتي لها بمن يساعدها رحمة بها وبراً وتعاوناً وفضلاً.
والواقع أن الحياة مهلت وتعقدت في نفس الوقت ، سيلت بوجود الطباخات و الغسالات والأشياء الحديثة، وتعقدت بالسعي على المعاش وتكاليف الأسرة وعمل المرأة ،
ومساعدة الأولاد إلخ .
وبدون التعاون والتفاهم وتقدير الحاجات والقصد إلى التسامح وحسن العشرة، يؤدي ذلك إلى مشاكل كثيرة فليعلم ذلك وليحرص الكل على التسامح والتعاون ، وتقوى الله .
المتنوع حضاري يجب أن يفهم :
لا شك أن الإسلام جاء بحضارة مختلفة عن حضارة الجاهلية أو الحضارة الفارسية والرومانية أو اليهودية والمسيحية ، وبالتالي فهو نظام مستقل وبالتالي يجب أن ينظر إليه على أنه نظام مختلف عن النظام الغربي الموجود حالا ، ولقد قام عدد من الباحثين بمقارنات بين نظام الأسرة في الأسلام وبين غيره من النظم في مواطن عدة منها :
1- مقارنة بين وضع المرأة قبل وبعد ظهور الإسلام
-۲- عزو الوضع المنخفض للمرأة إلى الثلافات غير الإسلامية . ٣- مقارنة بين الإسلام والمسيحية واليهودية في معاملتهم بالنسبة للمرأة. تعريف الإسلام للفروق بين الرجل والمرأة ومحاولة تفسير هذه الفروق.
مقارنة بين المرأة قبل وبعد الإسلام :
تمثل مقالة : " أمين الدين " " وضع المرأة في الإسلام : رأي مسلم " هذا الانجاء الذي يناقش فيه المؤلف أن المرأة في وقت ما قبل الإسلام كانت لها حقوق و امتيازات ووضع فردي محدود جدا . وفي الحقيقة كان ينظر إلى المرأة فيما قبل الإسلام على أنها أدنى فئة في المجتمع. ومن هذه القاعدة التاريخية نوقش أن محمدا (ﷺ) أدرك عـ التساوي في الأوضاع الاجتماعية المتناسبة للمرأة وحاول أن يحدث إصلاحات في هذا الشأن . ولقد تغير وضع المرأة كنتيجة لظهور محمد ( ﷺ ) وارتفع نسبيا إلى المساواة مع علم الرجل " في جميع الأحوال تقريباً " ولقد ركز أمين الدين على أربع حالات التي رفع بها الإسلام وضع المرأة :
1- أزال الإسلام وصمة العار الخاصة ب " الخطيئة الأصلية " التي جعلت المرأة
مسئوله عن خروج الرجل من الجنة
حد الإسلام من عملية تعدد الزوجات التي لم تكن منظمة من قبل .
حرم الإسلام وأد الأطفال
وأكثر من هذا ، فقد ركز الإسلام على المعرفة والتعليم لكل من الرجل
والمرأة كضرورة لحياة إسلامية سليمة
عنو انخفاض وضح المرأة إلى عادات غير إسلامية :
تؤكد الطريقة الأولى أن الإسلام قد رفع بدرجة كبيرة من وضع المرأة بالنسبة للرجل ونتج عن ذلك مساواة أساسية بينما تنفي الطريقة الثانية المتشدده أن الإسلام أسهم في الوضع المنخفض للمرأة . وتدعي الطريقة الأولى أن عدم الإدراك الكامل لقوانين الإسلام قد أدى إلى الوضع الحالي لعدم المساواة بين الجنسيين والذي زاد بتقليد الثقافة الأوربية التي نتج عنها الوضع المنخفض للمرأة .
و استخدمت خطأ وفي مقالة سنية صالح " المرأة في الإسلام : دورها في الثقافة التقليدية والدينية" ، تعزو عدم المساواة بين الجنسيين إلى التقاليد اللا إسلامية . إذا لحصنا وضع المرأة الشرقية من الناحية التاريخية ، سنلاحظ أن ضعف الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى تبعه تقهقر للأحوال الاجتماعية للمرأة فعندما بدأت الحضارة الإسلامية في التقهقر تراجع أيضاً وضع المرأة مما يعتبر برهاناً على أن الفهم الخاطئ لقوانين الإسلام وضع المرأة في مركز ثانوي. لقد أعطى الإسلام المرأة الحق في أن تحوز الملكيات والحق في وضع عائلي محترم والحق في ترتيب زواجها بنفسها . وعند تقهقر الإسلام أهملت قوانين الإسلام ، وكنتيجة لذلك أصبح تعدد الزوجات غير مسموح به وزواج البنات دون السن بغير رضاهم ورفض الزوج لزوجته أصبح هذا كله مشاعاً في العالم العربي . وبالإضافة لهذا فقد ذكرت " سنية صالح " أن تقديم القانون المدني الأوربي خلال عملية التغريب قد شارك أكثر في الوضع الدنيء للمرأة في العالم العربي .
وقد نتج عن التغريب مجتمع مزدوج حيث طبق القانون الأوربي في المناطق العمرانية الحديثة وبقيت النظم التقليدية في المناطق الريفية ويتمنى معظم المسلمين أن يكونوا جزءاً من العالم الحديث ، على أي حال ، ولكن الحرية المثالية الأوربية للمرأة تعتبر من مثيلتها الإسلامية ، حيث تضع التقاليد الإسلامية حدوداً أقل لحرية المرأة مما تضع القوانين المدنية الأوربية المنشأ التي أصبحت تقاليد حديثة وممتازة .. أقل تقدماً .
مقارنة الإسلام والمسيحية واليهودية.
الطريقة الثالثة الدفاع عن الإسلام تستخدم منهج المقارنة بين الإسلام واليهودية و المسيحية ، وفي هذا المليح تمت محاولة لتوضيح أن الإسلام عامل المرأة بطريقة معاوية منذ زمن محمد ) ( بينما وضعت المسيحية واليهودية المرأة في وضع أدنى.
المرأة ففي و نقارن مقالة د. جمال بدوي * تعدد الزوجات في الإسلام " بين الإسلام والمسيحة واليهودية، فهو يوضح حقائق كثيرة من الديانتين الآخريثين تبين عدم المساواة في معاملة العيد القديم شخصيات بارة مثل داود وسليمان و ابراهيم كانوا متزوجين من أكثر من امرأة ، الشيء الذي يعتبر دليلا على وجود تعدد الزوجات . وقد رأی محمد (5) أن تعدد الزوجات هو سبب الوضع المنخفض وعدم المساواة بالنسبة للمرأة واتخذ خطوات ليحدد جدياً استخدام تعدد الزوجات
لقد كان الإسلام أكثر واقعية في اتجاهه نحو تعدد الزوجات من المسيحية واليهودية فبدلاً من تحريم تعدد الزوجات نهائياً ، فقد أدرك محمد لو أنه في بعض الحالات مثل الزوجة العاقر سيكون حلاً عملياً أكثر وأفضل من الزوجة الواحدة . وبهذه الطريقة أصبحت عملية تعدد الزوجات حماية للمرأة العامة من أن تعزل وأن تتعرض لوضع مهين بسبب الطلاق ، ويتضح في هذا المجال أن الإسلام عامل المرأة باهتمام واحترام أكثر من كل من
المسيحية واليهودية .
التسليم بالاختلافات :
أقر معظم الكتاب الدينين بأن هناك بعض الاختلافات الجنسية التي يذكرها الإسلام عادة عندما يتناول بالتفصيل المساواة بين الجنسين في الشريعة الإسلامية . ويمكن تفسير أسباب تلك الاستثناءات بأن على الرجل أن يقوم بواجبات والتزامات إضافية . فعلى سبيل المثال يذكر الإسلام أن الرجل يجب أن يأخذ نصيباً مساوياً لنصيب المرأتين في الإرث . ويعزو الإسلام من خلال كتاب " محمد حميد الله " " مقدمة في الإسلام " الفصل الحادي عشر " المرأة المسلمة " ، هذه الفروق في المعاملة للأسباب التالية :
١- المرأة في الإسلام " تحوز ملكيتها بمفردها التي لا يستطيع أبوها أو زوجها أو أي قريب أن يأخذها تحت أي حق " .
٢ - المرأة " الحق في النفقة ( المأكل والملبس والمسكن وغيرها ) وتفرض المحكمة على والدها أوزوجها أوابنها أو غيرهم أن ينبوا على حسابهم تلك الاحتياجات .
٣- وتحصل المرأة في الإسلام من زوجها على المهر الذي يصبح من حقها كلية. وهكذا - تبعاً لكتاب حميد الله - فالمرأة عليها مطالب مادية على حسابها الخاص أقل من الرجل المفروض عليه التزامات أثقل (ص) (١٤١٠) . ومثال آخر لفروق معاملة المرأة في الإسلام هو أن المرأة تعتبر غير مؤهلة لقيادة المجتمع " لا يقلع قوم ولوا أمرهم امرأة " ..
وتر مقالة بدوي " وضع المرأة في الإسلام " هذا الفرق كالتالي ، ٠ لا يؤثر هذا التخصيص في كرامة المرأة أو حقوقها . وإنما يرجع هذا إلى الفروق الطبيعية في النفسي والجسماني لكل من الرجل والمرأة " . وتبعاً للإسلام فلي قائد الدولة يؤم الناس في الصلوات خاصة أيام الجمع والأعياد ويكون باستمرار منغمساً في اتخاذ القرارات ومختصاً بأمن ورخاء شعبه . وهذا المنصب ذو الأعباء لا يناسب التكرين النفسي والطبيعي للمرأة بصفة عامة . وهناك حقيقة طبيعية هي أن المرأة تعاني أثناء دورتها الشهرية وحملها التكوين تغییرات نفسية وطبيعية
وقد تحدث مثل هذه التغييرات في ظرف طارئ وبالتالي يؤثر على قرارها . وأكثر من هذا فإن بعض القرارات تستلزم حداً أقصى من التفكير العقلي وحداً أدنى من العواطف وهو مطلب ، لا يتلاءم مع الطبيعة الفطرية للمرأة (ص ۱۰۱).
وتتلخيص هذه الاختلافات المختصة بالإرث والحياة العامة نراها تقوم على أساس أنها لحماية المرأة ولجعل حياتها أفضل . وهكذا فإن تلك الاختلافات البسيطة في الحقوق والامتيازات لا ينظر إليها على أنها اختلافات قد تسبب في وضع المرأة في مرتبة أقل من الرجل
وهندسة الوراثة وغيرها من الإجراءات المستحدثة في الطب وعلوم الحياة .
ج اداب مهنة الطب من وجهة النظر الإسلامية وهذا العلم يدرس في كليات الطب على أسس وضعية لا تخلو من الشطط والانحراف، والإسلام يحتوي على ثروة في القواعد السلوكية قادرة على إقامة مدرسة تربوية مهنية تربي الطبيب على القيم الرفيعة التي
کیا وهذا المقرر المقترح في الطب الإسلامي يمكن أن يكون علامة مميزة للتعليم الطبي في البلاد الإسلامية ولا شك أنه سينعكس بالخير على مفاهيم الخريجين وسلوكهم بطريقة ترقى بالعلاقات الإنسانية السائدة في المجتمع وبخدمات الرعاية الصحية . ومن حسن الطالع أن جامعة الملك عبد العزيز قد اتخذت الخطوة الأولى بإنشاء قسم الطب الإسلامي تابع لمركز الملك فهد للبحوث الطبية وهذا القسم في طريقه لجمع المادة العلمية اللازمة لهذا المقرر الدراسي . وهو يتعاون في هذا المجال تعاوناً وثيقاً مع منظمة الطب الإسلامي فـــي الكويت والمراكز الأخرى في مختلف بقاع العالم الإسلامي. يهدي بها في عمله المهني