0 تصويتات
في تصنيف ثقافية بواسطة (2.8مليون نقاط)
وهناك شاهد آخر في موضوع عمل المرأة في بيت زوجها .

 أسماء بنت أبي بكر تعمل في بيت زوجها ثم تعان بخادم بعد طول مشقة

- عن في فرسه وأستقي الماء وأخرز (٣٦٠) غربه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما ـ نالت : تزوجني الزبير وما له الأرض من مال ولا مملوك ، ولا شيء غير ناضح (٢٠١) . وغير فرسه ، فكنت أعلف (171) وأعجن ، ولم أكن أحسن أخبر ، وكان يخبر جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق . وكنت أنقل أنوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ﷺ على رأسي ، وهي مني على ثلثي فرسخ (٣٦) . فجئت يوما والقوى على رأسي ، فلقيت رسول الله ﷺ ومعه نفر من الأنصار ، فدعاني ثم قال : اخ اخ ، ليحملني خلفه ، فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وذكرت الزبيرة وغيرته وكان أغير الناس - فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى . فجئت الزبير فقلت : لقيني رسول الله ﷺوعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه ، فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرف غيرتك فقال : والله لحملك النوى كان أشد على من ركوبك معه . قالت : حتى أرسل إلى أبي بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس ، فكأنما أعتقني . [ رواه البخاري ومسلم ] (۱۰۲)

قال الحافظ ابن حجر في شرحه لقول الزبير " والله لحملك النوى على رأسك كان أشد على من ركوبك معه * : وهذا كله [ أي ركوبها وما ينتج عنه من مزاحمة بغير قصد ] أخف مما تحقق من تبذلها بحمل النوى على رأسها من مكان بعيد ، لأنه قد يتوهم منه خسة النفس ودناءة الهمة وقلة الغيرة ، ولكن كان السبب الحامل على الصبر على ذلك ، شغل زوجها وأبيها بالجهاد وغيره مما يأمرهم به النبي ويقيمهم فيه . وكانوا لا يتفرغون للقيام بأمور البيت بأن يتعاطوا ذلك بأنفسهم ، ولضيق ما بأيديهم عن استخدام من يقوم بنك عنهم ، فانحصر الأمر في نسائهم فكن يكفينهم مؤنة المنزل ومن فيه ، ليتوفروا هم على ما هم فيه من نصر الإسلام ، مع ما ينضم إلى ذلك من العادة المانعة من تسمية ذلك عاراً محضاً ... واستدل بهذه القصة على أن على المرأة القيام بجميع ما يحتاج إليه زوجها من الخدمة ، وإليه ذهب أبو ثور ، وحمله الباقون على أنها تطوعت بذلك ولم يكن لازماً ، أشار إليه المهلب وغيره . أو الذي يظهر أن هذه الواقعة وأمثالها كانت في حال ضرورة كما تقدم ، فلا يطرد الحكم في غيرها ممن لم يكن في مثل حالهم . وقد تقدم أن فاطمة سيدة نساء العالمين شكت ما تلقى يداها من الرحى ، وسألت أباها خادماً فدلها على خير من ذلك ، وهو ذكر الله تعالى . والذي يترجح حمل الأمر في ذلك على عوائد البلاد فإنها مختلفة في هذا الباب (۱۰۳).

وقال الإمام النووي : هذا كله من المعروف والمروءات التي أطبق الناس عليها ، وهو أن المرأة تخدم زوجها بهذه الأمور المذكورة ونحوها . . . الخبز والطبخ وغسل الثياب وغير ذلك ، وكله تبرع من المرأة وإحسان منها إلى زوجها ، وحسن معاشرة وفعل معروف ، ولا يجب عليها شيء من ذلك ، بل لو امتنعت من جميع هذا لم تأثم (١٠٤).

صحابية كريمة تعمل في بيت زوجها وترعى أخواته الصغار :

عن جابر بن عبد الله - قال : هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات فتزوجت امرأة ثيباً (۳۳) فقال لي رسول الله ﷺ : تزوجت یا جابر؟ فقلت: نعم ، فقال : أبكراً أم ثيباً ؟ قلت : بل ثيباً ، قال : فهلاً جارية تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك

، قال : فقلت له : إن عبد الله هلك وترك بنات ، وإني كرهت أن أجينهن بمثلهن ، فتزوجت

امرأة تقوم عليهن وتصلحهن . فقال : بارك الله لك . .. [ رواه البخاري ومسلم ] (١٠٥). أورد البخاري هذا الحديث في باب " عون المرأة زوها في ولده ..

وورد في فتح الباري: قال ابن بطال : وعون المرأة زوجها في ولده ليس بواجب

عليها وإنما هو من جميل العشرة ومن شيمة صالحات النساء (١٠٦).

التعاون بين الزوجين من أجل كمال أداء مسئولية تدبير شنون البيت:

الرسول ﷺ في خدمة أهله :

عن الأسود قال : سألت عائشة : ما كان النبي الله يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فغذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .

[ رواه البخاري ] (۱۰۷).

، ) وفي رواية عند أحمد (۱۰۸) : أن عائشة سئلت ما كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته ؟ قالت : كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ويخدم نفسه. ( وفي رواية أخرى (۱۰۹): كان يخيط ثوبه ويخصف نعله (٣٦) ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ) . أورد البخاري هذا الحديث في عدة مواضع: في كتاب الصلاة " باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج " وفي كتاب النفقات " باب خدمة الرجل في أهله فأقيمت

كيف يكون الرجل في أهله الصلاة فخرج " وفي كتاب النفقات " باب خدمة الرجل في أهله ، وفي كتاب الأدب ، ياب

وقال الحافظ ابن حجر : ( قوله : في مهنة أهله ) بفتح الميم وكسره وسكون الهاء ، وقد فسره في الحديث بالخدمة وهي من تفسير آدم بن أبي إياس شيخ المصلف ... وفي الصحاح : المهنة بالفتح الخدمة ، وهذا موافق لما قاله، لكن فسرها صاحب المحكم بأخص من ذلك فقال : المهنة الحذق بالخدمة والعمل ... وفي الحديث الترغيب في التواضع وترك التكبر ، وخدمة الرجل أهله (۱۱۰).

علي بن أبي طالب يعاون أهله :

ورضى الله عن علي بن أبي طالب إذ كان يقتدي بسنة رسول الله ﷺ ، فيعاون أهله (٣٦٥) : والله لقد سَنَوْت حتى اشتكيت صدري ، فقالت : وأنا والله لقد في تدبير شئون البيت ، وقد ورد ذلك في فتح الباري من رواية عند أحمد: (قال علي لفاطمة ذات يوم

طحنت حتى مجلت (٣٦٦) يداى ) (۱۱۱).

جابر بن عبد الله يعاون أهله

- عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : لما حفر الخندق رايت بالنبي خَمَصا (١٧) شديداً ، فانكفيت (۳) إلى امرأتي ، فقلت : هل عندك شيء ؟ فإني رأيت ترسول الله ﷺ خمصاً شديداً . فأخرجت إلى جرابا (١١) فيه صاع () من شعير ، ولنا بهيمة (۳) داجن (۳) ، فذبحتها . . . وقطعتها في بُرْمَتِها ("") . [ رواه البخاري ] (١١١) .

رحم الله الإمام البخاري فقد أورد في مسلولية تدبير شئون البيت ثلاثة أبواب متتالية أولها : " باب عمل المرأة في بيت زوجها " وثانيها : " باب خادم المرأة " وثالثها : " باب خدمة الرجل في أهله " . وهذه الأبواب الثلاثة تقدم تلخيصاً جيداً شاملاً لجوانب هذه المسئولية . فمسئولية المرأة عن تدبير شئون المنزل ، أو بتعبير الحديث الشريف : المرأة راعية على بيت بعلها ".

لا يعني والبنات أن تقوم بنفسها بجميع أعمال البيت ، من إعداد الصعام إلى عمل الثياب وكيلها ، إلى تنظيف وترتيب وتجميل البيت ، إنما يعني مسئوليتها من الإشراف على كل أو ببعضه - آخرون من خدم أو أباء وبنات ذلك ، أما أن تقوم هي به أو يقوم به - وأقارب ، أو يتولى المساعدة الزوج نفسه ، فهذا أمر يتوقف على عوامل كثيرة ، مثل القدرة المالية ، ومدى الوقت المتيسر لبذله في أعمال البيت عند كل من الزوجة والزوج والأبناء . كذلك يتوقف على مدى قدرة الزوجة على إنجاز تلك الأعمال دون إرهاق ، ودون تعطيل لواجبات أخرى مثل رعاية الأطفال وتربيتهم ، ومتابعة المشاركة المحمودة في نشاطات ثقافية واجتماعية تحافظ على شخصيتها وتنميها

المهم أنه ليس هناك إلزام شرعي للمرأة للقيام بكل تلك الأعمال ، إنما ظروف التي ترسم الطريقة الصحيحة . مع العلم أن التنظيم والتعاون بين جميع أفراد الأسرة يظلان عاملين أساسيين وضروريين في كل الظريف والأحوال ، وهما كفيلان بإنجاز أعمال البيت بسهولة ويسر من ناحية ، وتوفير الوقت اللازم ليقوم الجميع بنشاطاتهم وواجباتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية فضلاً عن الترويحية الأسرة هي

ونحب أن تلفت انتباه القارئ الكريم إلى نقطتين مهمتين : الأولى تتعلق بمساعدة الرجل أو الأولاد في أعمال البيت ، حيث تبدو غريبة على كثير من الناس ، فقد توارثنا - مع الأسف - أن من المعيب أن يشارك الذكور في أعمال للبيت ، وأن مثل هذا يعد عاراً ينتقص من قدر الرجال . ويكفي في تصحيح هذا التصور الخاطئ والمنحرف عن هدي

الإسلام ، ما معناه من سنة رسول الله حيث كان في مهنة أهله. ولذلك قال الحافظ ابن حجر : ( وفي الحديث افترغيب في التواضع وترك التكبر وخدمة الرجل أهله ) [ ١١٣ ] . و النقطة الثانية تتعلق بما توارثناه أيضاً ، من أن المرأة تقوم بجميع شئون البيت ولو استغرق ذلك وقتها كله ، بدعوى أن ليس هناك ما يشغلها أو ينبغي أن يشغلها وراء ذلك . والحقيقة أن الزمن قد تغير وأصبح واجب المرأة المسلمة أن تشارك قدر الإمكان في النشاطات الثقافية والاجتماعية والسياسية، لتنمية شخصيتها ووعيها بالعالم الذي تعيش فيه ، والذي تعد أولادها للعيش فيه ، هذا من ناحية ولخدمة مجتمعها من ناحية أخرى . ونصب أن معاونة الزوج لزوجه أساسية هنا ، حتى يخفف عنها بعض ساعات لتجد الفرصة 1 للمارسة تلك انتشاطات الطيبة ، وإلا حبست المرأة تماماً وحرمت ـ وحرم المجتمع معها – من كل نشاط خبر بدعوى القيام بمسئوليتها في البيت .

وعلى كل حال ، بارك الله في المرأة التي تمضي يومها ، سنين العمر كله - تربي أطفالها وترعى بيتها في صمت الجندي المجهول ، ترجو رضا الله سبحانه وبارك الله في الرجل الذي يمضي حياته يسعى لإعالة أهله وولده ، ويسهر على راحتهم ، ولا يبخل مع تلك بسويعات يعاون فيها زوجه في أعمال البيت ، فهكذا شأن رب البيت الراعي الرحيم . الواقع أن الأستاذ عبد الحليم أبو شقة رحمة الله قد جمع هذه النصوص جزاء الله خيراً في كتابه تحرير المرأة في عصر الرسالة ، وجال يها برأيه في الجزء الخـــاس ص ١٢٦ وما بعدها ، وقد وفقه الله إلى الرأي السديد .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.8مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
وهناك شاهد آخر في موضوع عمل المرأة في بيت زوجها .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى وئامي للعلوم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين..
...