مسئولية المرأة في تدبير شئون البيت :
شواهد من القرآن :
قال تعالى :(( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين )) سورة الذاريات
الآيات (٢٤٠٢٥٠٢٦)
وقال تعالى : ((وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )). ( سورة هود : الآية (۷۱).
الآية الأولى فيها إشارة إلى أن أهل إبراهيم عليه السلام كان لهم دور في إعداد العجل السمين ، أما الآية الثانية فقد ورد في تفسير الطبري وكذلك القرطبي أن امرأة إبراهيم عليه السلام كانت قائمة تخدم الضيوف .
شواهد من السنة :
تقرير الرسول صلى الله عليه وسلم لمسئولية المرأة عن تدبير شئون البيت :
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله ﷺ قال : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته ... والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم . رواه البخاري ومسلم ] (٩٦).
فاطمة تعمل في بيت زوجها وتسأل رسول الله ﷺ خادماً :
(فيعتذر لحاجة أهل الصفة)
عن علي ... أن فاطمة عليها السلام أتت النبي لا تشكو إليه ما تلقى من الرحى .
( وفي رواية عند أحمد (۹۷) قالته: لقد مجلت بداى (*) من الرحى أطحن مرة وأعجن مرة ) ، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة ، فلما جاء أخبرته عائشة ، قال علي : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم فقال : على مكانكما ، فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني فقال : ألا أدلكما على خير مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتماً إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم . رواه البخاري ومسلم ) (۹۸).
وقد أورد البخاري هذا الحديث مرة أخرى في كتاب الخمس ، باب : " الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ﷺ والمساكين ، وإيثار النبي ﷺ أهل الصفة (٢) والأرامل ، حين سألته فاطمة - وشكت إليه الطحن والرحى - أن يخدمها من السبي فوكلها إلى الله " (۹۹) .
وقال الحافظ ابن حجر : ( وليس في حديث البخاري ذكر أهل الصفة ولا الأرامل ، وكأنه أشار بذلك إلى ما ورد في بعض طرق الحديث كعادته ، وهو ما أخرجه أحمد من وجه آخر عن علي في هذه القصة مطولا وفيه : " والله لا أعطيكم وأدعُ أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا أجد من أنفق عليهم ، ولكن أبيعهم ) أي الرقيق ) وأنفق عليهم أثمانهم
ثم أورد البخاري الحديث نفسه مرة ثانية في بابين متتاليين هما : باب " عمل المرأة في بيت زوجها " ، وباب " خادم المرأة " .
وقال الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث : ( قوله باب : خادم المرأة ) أي هل يشرع ويلزم الزوج إخدامها (۳) .؟ . . . قال الطبري : يؤخذ منه أن كل من كانت لـــه طاقة من النساء على خدمة بيتها في خبز أو طحن أو غير ذلك ، أن ذلك (أي إخدامها لا يلزم الزوج إن كان معروفاً أن مثلها يلي ذلك بنفسه ... وعن مالك أن خدمة البيت تلــزم المرأة ولو كانت الزوجة ذات قدر وشرف ، إذا كان الزوج معسراً . .. وحكى ابن بطال :
أن بعض الشيوخ قال : لا نعلم في شيء من الآثار أن النبي قضى على فاطمة بالخدمة الباطنة، وإنما جرى الأمر بينهم على ما تعارفوه من حسن العشرة وجميل الأخلاق واما أن تجبر المرأة على شيء من الخدمة فلا أصل له ، بل الإجماع منعقد على أن على الزوج مؤنة الزوجة كلها.
ونقل الطحاوي الإجماع على أن الزوج ليس له إخراج خدم المرأة من بيته ، فدل على أنه يلزمه نفقه الخادم على حسب الحاجة. وقال الشافعي والكوفيون يفرض لها ولعامها النفقة إذا كانت ممن تخدم وقال مالك والليث ومحمد ابن لحسن : يفرض لها و لخادمها إذا كانت خطيرة. وشد أهل الظاهر فقالوا ليس على الزرج أن يُخدمها ولو كانت بنت الخليفة . وحجة الجماعة قوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) وإذا احتاجت إلى من يخدمها فامتنع لم يعاشرها بالمعروف