درس مع قصة عن العدل
يُحْكَى أَنَّ رَجُلاً أَرَادَ الحَجَّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الحَرَامِ، وَكَانَ مَعَهُ عِقْدٌ يْسَاوِي أَلْفَ دِينَارٍ ، فَجَاءَ إِلَى صَاحِبِ دُكَّانٍ مَعْرُوفٍ بِالطَّيبَةِ يَسْتَوْدِعُهُ عِقْدَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الحَجَّ.
وَعِنْدَمَا عَادَ مِنَ الحَجِّ أَحْضَرَ مَعَهُ هَدِيَّةً لِصَاحِبِ الدُّكَّانِ، وَذَهَبَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الدُّكَّان: مَنْ أَنْتَ؟ وَمَا هَذَا؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَنَا الَّذِي اسْتَوْدَعْتُكَ العِقْدَ، وَهَذِهِ الهَدِيَّةُ لَكَ. فَطَرَدَهُ صَاحِبُ الدُّكَّانِ بِقُوَّةٍ وَعُنْفٍ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ دُكَّانِهِ، وَقَالَ: تَقُولُ عَلَيَّ مِثْلَ هَذَا القَوْلِ؟!
اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَ هَذَا الرَّجُلِ، وَقَالُوا لَهُ: صَاحِبُ الدُّكَّانِ مَعْرُوفٌ بِأَخْلاقِهِ الطَّيِّبَةِ، أَلَمْ تَجِدْ مَنْ تَدَّعِي عَلَيْهِ إِلَّا هَذَا؟! فَتَحَيَّرَ الرَّجُلُ، وَعَادَ إِلَى صَاحِبِ الدُّكَّانِ مَرَّةً أُخْرَى فَمَا زَادَهُ إِلَّا شتما وضربا
ذهَبَ الرَّجُلُ الحاج إلى المسجد، وهُوَ حَزين، يدعو الله أن ينصره وَيَرُدَّ حَقَّهُ، والتفت وإذا برجل عجوز يقُولُ لَهُ: ما لي أراك مهموما؟ قص عَليْهِ مَا أصَابَهُ مِنْ ظَلم صاحب الدكان له ونكرانه لأمانته قال العجوز: فِي بَلْدَتِنَا قَاضِ يَمْتَازُ بِفَرَاسَةٍ وَذَكَاءٍ وَفِظْنَةٍ، فَاكْتُبْ لَهُ قصْنَكَ مَعَ صَاحِبِ الدُّكَّانِ، وَلَعَلَّ فِي ذَلِكَ مَا يَرُدُّ حَقَّكَ.
كتب الرَّجُلُ قِصَّتَهُ، وَذَهَبَ إِلى قَاضِي المَدِينَةِ، فَقَرَأَهَا القَاضِي ثُمَّ قَالَ لَهُ: اجْلِسْ صَبَاحَ غدٍ َأمَامَ الدُّكَّان، فإنْ مَنَعَكَ فَاجْلِسُ فِي مَوْضِع آخَرَ أَمَامَ الدُّكَّانِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى المَغْرِبِ، وَلَا تُكَلِّمْهُ، وَافْعَلْ هَكَذَا ثَلَاثَةٌ أَيَّامٍ، وَسَأَمُرُ فِي اليَوْمِ الرَّابِعِ، وَأَقِفْ وَأُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، وَأَجِبْنِي عَمَّا سَأَسْأَلُكَ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، فَإِذَا ذَهَبْتُ فَأَعِدْ عَلَيْهِ ذِكْرَ العِقْدِ، فَإِنْ أَعْطَاكَ فَجِئْ بِهِ إِلَيَّ. قَالَ الرَّجُلُ الحَاجُ سَمْعًا وَطاعَةُ أَيُّهَا القَاضِي وَفَعَلَ الرَّجُلُ مَا أَمَرَ بهِ القَاضِي وَجَلَسَ فِي الجِهَةِ المُقَابِلَةِ لِلدُّكَّانِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الصَّبَاحَ إِلَى المَسَاءِ، وَفِي اليَوْمِ الرَّابِعِ مَرَّ القَاضِي بِمَوْكِبِهِ العَظِيمِ شَوَارعَ المَدِينَةِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَ وَقَفَ وَقَالَ لَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ الرَّجُلُ وَهُوَ جَالِسٌ : وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ.
فَقَالَ القَاضِي وَكَأَنَّهُ يَعْرِفُهُ مُنْذُ زَمَنِ: تَأْتِي إِلَى مَدِينَتِنَا وَلَا تَقْدُمُ عَلَيْنَا ؟ ! وَإِذَا لَكَ حَاجَةٌ فَلِمَ لَا تَعْرِضُهَا عَلَيْنَا ؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَشْكُرُكَ يَا ، فَلَا حَاجَةً لِي هُنَا. اخي ظَلَّ القَاضِي يَسْأَلُ الرَّجُلَ، وَالرَّجُلُ يُجِيبُ وَهُوَ جَالسٌ، وَعَسْكَرُ
القاضي والنَّاس مذهولون بمعرفة القاضِي لِهَذَا الرَّجُل، وكان صاحب على العربية الدكان من أكثر الناس ذهولاً ورعبًا وخوفا وعندما الصرف القاضي ذهب صاحب الدكانِ لِلرَّجُل الحاج، وقال له بالله عليك، على أودعتني عِندَكَ، وَمَا صِفاقُ، فَذَكَّرْنِي لَعَلِي أَذْكُرُو قالَ الرَّجُلُ الحاج: أَوْدَعْتُهُ قَبْلَ الحَجَ، وَصِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا. فقامَ صَاحِبُ الدُّكَّان، ودخل دُكَّانَهُ، ثُمَّ خرج بالعقد، وقال: لقد نبيت، وَلَوْ لَمْ تُذكَّرْنِي لَمَا ذَكَرْتُهُ قالَ الرَّجُلُ الحاج: الحَمْدُ لِلَّهِ لَقَدْ عَادَ إِلَيَّ عِقْدِي، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى القاضي، وقالَ: لَقَدْ أَعَادَ الرَّجُلُ عِقْدِي، أَعَانَكَ اللهُ وَوَفْقَكَ وَاسْتَدعى القاضي صَاحِبَ الدُّكَّان فَحَضَرَ وَهُوَ دَليلٌ ، ثُمَّ طَلبَ صَاحِبُ الدَّكَّانِ من الرجل المُسامَةَ، فَسَامَحَهُ، وَتَعَهَّدَ صَاحِبُ الدُّكَّانِ بِأَلَّا يُكَرّرَ فَعْلَتَهُ
الفهم والاستيعاب
أولاً: أجب عن الأسئلة الآتية:
١ - أَيْنَ اسْتَودَعَ الرَّجُلُ الَّذِي أَرَادَ الحَجَّ عِقْدَهُ؟
٢ - مَاذَا عَمِلَ صَاحِبُ الدُّكَّانِ عِنْدَمَا طَلَبَ الرَّجُلُ الحَاجُ عِقْدَهُ؟ بمَاذَا نَصَحَ العَجُوزُ الرَّجُلَ الحَاجَّ ؟
٤- مَاذَا طَلَبَ القَاضِي مِنَ الرَّجُلِ الحَاجِّ ؟
٥ - ما الَّذِي أَذْهَلَ صَاحِبَ الدُّكَّان؟
٦ ما مؤقف صَاحِبِ الدُّكَّانِ بَعْدَ ذَهَابِ القَاضِي؟
٧- بِمَاذَا تَعَهَّدَ صَاحِبُ الدُّكَّان؟
مَاذَا تَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ القِصَّةِ؟